كرة القدم : الأسطورة اماريلدو:توج بكأس العالم 62 ..قاد ثورة تكتيكية في الترجي..وهزم السرطان

الأسطورة اماريلدو:توج بكأس العالم 62 ..قاد ثورة تكتيكية في الترجي..وهزم السرطان

الأسطورة اماريلدو:توج بكأس العالم 62 ..قاد ثورة تكتيكية في الترجي..وهزم السرطان

  عرفت البطولة التونسية منذ انطلاقتها مرور عدة مدربين أكفاء ، فهناك من ترك بصمة واضحة وساهم في نحت مسيرة فريقه ورفع الألقاب ، تاركا وراءه إنطاباعات مميزة ، خلدت إسمه في تاريخ الكرة التونسية ، وهناك من لم يحالفه الحظ رغم قدراته التكتيكية والفنية .
وبعد سردنا لمسيرة أندري ناجي في الأسبوع الفارط ، لا يقل الدولي البرازيلي السابق اماريلدو خبرة ودهاء تكتيكيا عن المجري. 

ولد اماريلدو تافاريس دا سيلفيرا في 29 جويلية 1940 ، بمدينة كامبوس البرازيلية  ، ومنذ نعومة أظافره لاحت موهبته الكروية واضحة للعيان ، حيث تدرج بجميع الاصناف الشابة لفريق '' غويتاكاز '' ، ومن ثم انتقل إلى نادي فلامينغو سنة 1958 ، إلا أن تجربته لم تعمر سوى موسما وحيدا ، بسبب وشاية من أحد زملاءه الذي تجنى عليه وأبلغ المدرب بأنه يدخن السجائر في حجرات الملابس .
اماريلدو لم يرمي المنديل ،وخير القيام بإختبار فني مع نادي بوتافوغو فتمكن من تسجيل ثنائية خلال مباراته الأولى ، ليتم التعاقد معه بصفة رسمية .
مسيرة اماريلدو مع بوتافوغو كانت مميزة ، ونجح في فرض نفسه كهداف تاريخي للنادي ، رافعا لقب البطولة سنة 1962 وكاس البرازيل سنة 1963 ، دون نسيان تتويجه كأفضل هداف في البطولة البرازيلية سنة 1961 .
تألق اماريلدو جعله يلقب '' بملك الإستحواذ '' لقبه بذلك الصحفي الشهير نيلتون سانتوس ، نظرا لقوة تافريس في الإستحواذ عالكرة وصعوبة افتكاكها منه .
 تغيرت مسيرة اماريلدو سنة 1962  ، حيث شاءت الأقدار أن يتم استدعاؤه لتمثل السامبا كمعوض لبيلي خلال مونديال الشيلي . ونجح إبن مدينة كامبوس في الـتألق مع البرازيل ، رغم وجود أسماء مميزة مثل زاغالو ، غارينشا ، فافا وغيرهم من العمالقة إلا أنه نجح في إهداء البرازيل لقب كأس العالم بفضل تسجيله في الدور النهائي مع تمريرة حاسمة لزيتو أمام تشيكوسلوفاكيا .
تألق أماريلدو في المونديال ، جعله يكون محل متابعة من عدة أندية اوروبية ، فاختار الوجهة الإيطالية سنة 1963 ، أين تعاقد مع نادي ميلان ، كما أحرز في أول موسم له مع الروسو نيري على دوري أبطال اوروبا .وفي سنة 1967 تنقل إلى فيورنتينا أين خلد إسمه في سجل أفضل هدافي لافيولا ، حيث توج بلقب الكالشيو في موسم 1968-1969 ، وبعدها بسنة تنقل إلى  العاصمة أين حمل أزياء جمعية روما ، الفريق الذي لعب لفائدته لمدة موسمين .
وأنهى اماريلدو مسيرته الكروية الحافلة بالتتويجات برفع لقب الكأس  سنة 1974 مع  نادي فاسكو دي غاما ، حيث اختار بعدها خوض غمار تجربة التدريب  .
التجربة الاولى لاماريلدو كمدرب ، كانت من بوابة نادي ساساري الإيطالي  وبحكم أن زوجته إيطالية ، فضل تافاريس البقاء بإيطاليا والحصول على شهادته التدريبية هناك سنة 1981 .
وفي موسم 1984 تحول أماريلدو إلى تونس اين تولي مهمة تدريب الترجي الرياضي التونسي ، ورغم تلقيه لهزيمة عريضة امام النادي الإفريقي  ، إلا أنه حقق لقب البطولة مع الترجي في اول موسم له مع نادي باب سويقة . 
اماريلدو أدهش المتابعين للشأن الرياضي في تونس ، حيث أضفى طابعا جديدا على أسلوب لعب الترجي الرياضي التونسي وهو مستوحى من طريقة لعب المنتخب البرازيلي ، يعتمد على الضغط العالي على حامل الكرة ، ويستند على الطابع الهجومي والأسلوب الفرجوي ، إضافة إلى تكوينه جيلا لا يقهر حمل راية الأحمر والأصفر ،وملئ خزينة النادي بالألقاب ، حيث ساهم في تكوين كل من الحارس الناصر شوشان ، توفيق الهيشري  -،علي بن ناجي ، هيثم عبيد ، بسام الجريدي وغيرهم من المتألقين ، دون نسيان استفادته من طاقة وخبرة طارق ذياب وعادل الأطرش وحسن فدو وتوظيفها في خدمة المجموعة .
حصيلة اماريلدو مع الأحمر والأصفر تمثلت في الحصول على بطولتين ( 1985- 1988 ) وكأس تونس لسنة 1986 ،دون نسيان وصوله إلى الدور النهائي من مسابقة كأس الكؤوس الإفريقية سنة 1987 وكأس العرب للأندية الأبطال سنة 1986.
غادر '' ملك الإستحواذ '' البطولة التونسية سنة 1988 ليلتحق بأحد الأندية الإماراتية ، ومن ثم عاد إلى التدريب في إيطاليا بحكم إلتزاماته العائلية فهو أب لثلاثة أبناء ، حيث أشرف على تدريب فرق مغمورة على غرار توريس وبونتيديرا 
حنين اماريلدو إلى تونس عائد به إلى بلدنا ، فخاض تجربة قصيرة مع الملعب التونسي سنة 1999 ، خلفا للجزائري علي الفرقاني ، إلا أن تجربته لم تعمر كثيرا مع أبناء باردو ليخلفه وحيد الحيدوسي على رأس المقاليد الفنية للفريق .
ابتعد البرازيلي لعدة مواسم عن كرة القدم ،مفضلا الإهتمام بعائلته المصغرة التي تقطن في إيطاليا ، وفي سنة 2011 ، أخبره الطبيب أنه مصاب بمرض سرطان الحنجرة '' عفانا وعفاكم الله '' ، عزيمة اماريلدو القوية وتشبثه بالحياة ، جعلته يشفى من المرض الخبيث تماما بعد 9 أشهر فقط .
وفي سنة 2014 تم تكريمه من قبل الفيفا ،و سلم حينها جائزة افضل لاعب في العالم للنجم البرتغالي كريستيانو .
ويعيش الان تافاريس في ري ودي جانيرو ويعمل كمستشار فني لإحدى القنوات التلفزية .